شكراً المالكية وشكراً سترة ... إنها مباراة بطولة وليست هبوط

حافظ فريق المالكية على مقعده ضمن الأضواء في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم بعدما كسب الجولة الثانية الحاسمة من موقعة البقاء والهبوط لتحديد الفريق العاشر في دوري الأضواء الموسم المقبل بفوزه على فريق سترة وصيف الدرجة الثانية بنتيجة 5/6 بالركلات الترجيحية بعد تعادل الفريقين في الوقت الإضافي بهدف لكل منهما في المباراة الماراثونية المثيرة والجماهيرية التي جمعتهما مساء أمس على استاد البحرين الوطني وامتدت على مدى 120 دقيقة تنفس بعدها الملكاوية الصعداء بالبقاء في الأضواء بعد معاناة كبيرة.
وكان المالكية دخل اللقاء بخيار الفوز فقط ليمدد عمر اللقاء بعدما كان سترة كسب الجولة الأولى بثلاثة أهداف مقابل هدفين وبالفعل استطاع فارس الغربية انتزاع الفوز في الوقت الأصلي بهدف مهاجمه أحمد يوسف في الشوط الأول واستطاع المحافظة عليه على رغم المحاولات الستراوية المكثفة طيلة الوقت الأصلي، ليحتكم الفريقان إلى الوقت الإضافي الذي كان بمثابة مباراة جديدة فتقدم فيها المالكية بهدف البرازيلي فابيو لكن البديل محمد عيس خطف التعادل في الوقت الإضافي الثاني ليتأجل الحسم إلى الركلات الترجيحية التي شدت معها الأعصاب وتلاعبت بها بين لاعبي الفريقين وسنحت الفرصة مرتين لفريق سترة لحسم الأمور لصالحهم لكنهم أهدروها فدفعوا الثمن بالخسارة.
وعلى رغم كون المباراة على البقاء والصعود إلا أنها كانت أشبه بمباراة بطولة بأجوائها وإثارتها التي افتقدنا الكثير من ملامحها في مباريات دورينا الموسم الجاري سواء الأولى أو الثانية وأثبت الفريقان الملكاوي والستراوي أنهما يستحقان اللعب ضمن دوري الأضواء لما يضمانه من عناصر جيدة من اللاعبين وقاعدة جماهيرية جيدة، وبصراحة يستحق الفريقان الشكر والتحية وأنه يجب ألا تشكل هذه الخسارة أية تأثيرات سلبية وإحباط للفريق الستراوي الذي يتمتع بمقومات جيدة تؤهله إلى العودة مجدداً إلى الأضواء في الموسم المقبل.
مباراة متقلبة

وكانت المباراة حماسية في أغلب فتراتها وغلب عليها الجانب الفني ومرت بفترات متقلبة في مجرياتها بين الفريقين اللذين تبادلا السيطرة لكن مع أفضلية نسبية لفريق سترة الذي كان الأكثر تشكيلاً للفرص وخصوصاً في الشوط الثاني فيما نجح الفريق الملكاوي في التعامل الايجابي والواقعي مع المباراة، إذ وضح منذ البداية أنه كان يبحث عن الفوز في الوقت الأصلي وهو ما جعله أكثر رغبة نحو الهجوم ونجح في تسجيل هدف مبكر عن طريق مهاجمه أحمد يوسف في الدقيقة 15 مستثمراً خطأ سقوط الكرة من يدي حارس سترة عباس طوق.
واتضحت الواقعية على أداء الفريق الملكاوي بعد الهدف بميله إلى تأمين منطقته وتكثيف منطقة الوسط بتواجد عمار حسن وحسين خلف والاعتماد على تحركات ثلاثي المقدمة البرازيلي فابيو وأحمد يوسف وكاظم سيدحميد والذين شكلوا فعالية كلما وصلت إليهم الكرة على رغم ندرتها وأبرزها فرصة أحمد يوسف التي ارتدت من القائم نحو فابيو فأبعدها المدافع في اللحظة الأخيرة.
في المقابل دخل فريق سترة بنفس تشكيلة المباراة السابقة عدا دخول علي أحمد حبيب في الوسط وعلي الفرحان في الدفاع، واحتاج الفريق الستراوي إلى تجاوز الثلث الساعة الأولى التي غلب عليها الحذر تفادياً للاندفاع الملكاوي ليبدأ بعده الفريق في السيطرة الميدانية والاستحواذ على الكرات أغلب اللعب وركز الكرات في المنطقة الملكاوية لكن المشكلة كانت في التسرع والإصرار غالباً على الهجوم من العمق عدا المحاولات التي يقوم بها المدافع الأيمن النشط عبدالعزيز ربيعة فيما لم يكن صادق مرهون وجعفر طوق بالفعالية المطلوبة في الناحية الهجومية، وكانت أبرز الهجمات الستراوية في الدقيقتين 29 و30 فأبعدت الأولى إلى ركنية نفذت وأبعد المدافع الكرة قبل اتجاهها إلى المرمى.
وفي الشوط الثاني دخل سترة برغبة هجومية جادة قابلها تراجع ملكاوي واضح للحفاظ على التقدم والكرات المرتدة ودفع المدرب علي الشهيبي بالبديل محمد عيسى بدل هداف الفريق إبراهيم أحمد حبيب ليفتح جبهة في الناحية اليسرى، واستطاع سترة الوصول عدة مرات إلى مرمى المالكية لكن اللمسة الأخيرة افتقدت إلى التركيز والتوفيق من عدة لاعبين سنحت إليهم كرات مواجهة للمرمى وكانت فرص تستحق الحسرة والندم، في حين مال المالكية إلى الدفاع وتعرض الفريق إلى تبديلين اضطراريين بخروج الحارس السيدجعفر حبيب ودخول الحارس الشاب محمد صباح ربيع وكذلك خروج كاظم سيدحميد ودخول زهير درويش ولوحظ غياب الهجمات الملكاوية المرتدة على فريق سترة طيلة الشوط وكذلك هبوط المعدل اللياقي للفريق الملكاوي.
إثارة وتقلبات

ودخلت المباراة حلقة جديدة وحسابات مختلفة مع الشوطين الإضافيين وامتدت معهما الإثارة التي أشعلها البرازيلي فابيو بتسجيله الهدف الملكاوي الأول برأسه في الدقيقة الثانية وسارت بعده المباراة نحو محاولات ستراوية وضح معها ضعف التركيز وخصوصاً في الناحية الهجومية الأمر الذي لم يجعله يستفيد من السيطرة الميدانية فيما ظلت المرتدات الملكاوية تشكل خطورة حتى أفرزت إحداها انفرادا لأحمد يوسف بالحارس الذي اضطر إلى إعاقته في نهاية الشوط الإضافي الأول ليطرد بالبطاقة الحمراء ويضطر المدرب لإخراج اللاعب عبدالعزيز ربيعة ويدخل الحارس البديل.
وفي الوقت الذي كانت فيه المؤشرات تسير لصالح المالكية جاءت نقطة التحول والانقلاب مع بداية الشوط الثاني الإضافي بطرد لاعب المالكية عمار حسن بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية ليضع فريقه في موقف حرج ويعطي فريق سترة دافعاً جديداً في اللقاء فاستلم زمام المبادرة مجدداً حتى استطاع إدراك التعادل بهدف محمد عيسى من ركلة حرة مباشرة، لتشتعل أجواء المباراة إثارة مجدداً ويصاب الملكاوية بالارتباك والتوتر ما أدى إلى طرد لاعبهم زهير درويش لخشونته القوية ضد لاعب سترة في اللحظات الأخيرة من الشوط.
ركلات الحسم وتألق ربيع

ووصلت المباراة الماراثاونية إلى ركلات الترجيح التي تلاعبت بالأعصاب فسجل منها المالكية 6 ركلات عن طريق جاسم محمد وعباس نصيف ومحمد أحمد كاظم ومحمد درويش وأحمد يوسف والبديل محمد علي وأهدر له البرازيلي فابيو وحسين خلف، فيما سجل لسترة هادي علي وحمد عيسى وعلي الفرحان ومحمد عيسى فرحان فيما أهدر له جعفر طوق وحسن الكراني وحسن الصافي إذ تألق الحارس الملكاوي الشاب محمد صباح في التصدي لثلاث ركلات ستراوية في أوقات حاسمة وحافظ على فوز فريقه.
أدار اللقاء الحكم الدولي الشاب جميل جمعة والذي نجح في قيادتها بنجاح على رغم أهميتها والتوتر الذي شابها وكانت قراراته سليمة بالنسبة لحالات الطرد.
شارك للمرة الأولى

صباح المالكية: لم أتوقع اللعب وتصدي ركلات الترجيح !

كان الحارس الملكاوي الشاب محمد صباح ربيع نجم المباراة وظهر في قمة فرحته بالفوز الذي قاد فيه فريقه بعد تصديه للركلات الترجيحية بعدما حل بديلاً وأجهش باكياً بالفرح وقال إنه يهدي الفوز إلى أعمامه الخمسة وآخرهم المرحوم الذي توفي قبل أسابيع.
وقال ربيع: «بصراحة لم أتوقع المشاركة في المباراة بسبب انقطاعي عدة أشهر عن الفريق لكن مدرب الحراس اختارني لأكون احتياطيا في المباراة وجاءت لي فرصة إثبات الوجود بعد نزولي ومشاركتي للمرة الأولى، وبصراحة لست من الحراس الذين يجيدون ركلات الترجيح والجزاء لكنني وفقت وكان لدي الحماس للتصدي على رغم المواقف الصعبة التي واجهتها بعدما أهدر زملائي الركلتين».
جمهور رائع ... وفرحة البقاء تسهّر المالكية

شهدت مباراة المالكية وسترة أمس حضوراً جماهيرياً جيداً وحماسياً على مدرجات الدرجة الأولى وكان أغلبه من الجماهير الستراوية التي كان صوتها الأكثر سماعاً في الشوط الأول ووضعت شعارات على أعلام ناديها، قبل أن تصل رابطة مشجعي المالكية في الشوط الثاني لتضفي رونقاً على المدرجات بأصوات التشجيع المميزة وخرجت الجماهير الملكاوية فرحة بعد الفوز بنزولها إلى أرض الملعب لتشارك لاعبيها فرحة الفوز والبقاء في الأضواء وسارت في مسيرات فرح إلى قرية المالكية التي عاشت ليلة فرح البارحة.

» شكراً ..لا ريد (شكراً) للمجاملة
» مباراة معن
» أسبانيا تهزم السعودية في مباراة ودية استعدادا لكأس العالم 2010