أجرى ثلاثة فرق من الأطباء والاختصاصيين بمجمع السلمانية الطبي مساء أمس الأول وحتى ساعات الصباح الأولى عملية عاجلة وتدخلات جراحية لإنقاذ الشاب البحريني الذي بُترت يده إثر حادث مروري مروع إذ صدمته سيارة وهو على دراجته النارية بالقرب من ضاحية السيف.
وفي ذلك، قال استشاري جراحة العظام والكسور بمجمع السلمانية الطبي محمد عقيل: إنه «تم نقل المصاب إلى المستشفى وهو في حالة حرجة ونزف كمية كبيرة من الدم في موقع الحادث وتم إنعاشه وأعطي وحدات الدم وتمت إعادة زراعة الذراع المبتورة في عملية جراحية استمرت من الحادية عشرة مساء حتى السابعة من صباح اليوم التالي وقمت مع عدة فرق من الأطباء الاستشاريين والاختصاصيين بإعادة زراعة الذراع المبتورة والحمد لله».
وأضاف عقيل «حتى الآن لا يمكن أن نقول بنجاح العملية والوقت الحرج بعد زراعة الأعضاء هو الأيام الثلاثة إلى الأربعة الأولى وخاصة أن بتر الأعضاء عندما يكون بضربة مثلما حدث في الحادث يكون الوضع أصعب مما لو كان بأداة حادة وذلك بسبب تفتت العظم وهرس موضع الحادث وهذه من أصعب العمليات في جميع مستشفيات العالم، والمريض يتم علاجه حاليّاً في العناية القصوى ويخضع للعناية المكثفة».
واستطرد «استعمال المريض يده بحاجة إلى علاج مكثف لمدة عام تقريبا لأن العضو المبتور يحتاج إلى الأعصاب التي تنمو من الكتف إلى الأصابع وذلك يستغرق سنة واحدة، وعملية إعادة زرع الذراع وإعادة العظم والأعصاب والجلد والشحم عملية ضخمة وهذه الحالة نادرة من الممكن أن تمر علينا مرة واحدة كل عام أو عامين ضمن الإصابات البليغة الناجمة عن الحوادث والمصانع».
وأضاف»لا بد من مساندة المريض من الناحية النفسية، فأي شخص يتعرض لفقدان عضو أو إصابة شديدة خطيرة على الحياة من الممكن أن يتعرض لنوبات نفسية يمكن أن تؤثر على علاقاته الاجتماعية والعائلية ولا بد من إدراك ذلك ومساندته، وندعو ذوي المريض إلى الالتفاف حول أمه وأبيه ودعمهما نفسيّاً لأنهما صدما بما جرى لابنهما الشاب».
من جهته، أوضح استشاري جراحة العظام والكسور في مجمع السلمانية الطبي وأحد الأطباء الذين أجروا العملية محمد البقالي أن «وضع المريض لايزال حرجاً وبعد انتهاء عملية إعادة الذراع المبتورة في السابعة إلا ربعاً من صباح أمس (السبت) نُقل إلى وحدة العناية القصوى بإشراف استشاري العناية القصوى قاسم عمران، والمريض يحتاج إلى متابعة مستمرة وربما إلى عمليات أخرى».
وعن العملية التي أجريت للمصاب أوضح البقالي أن «المصاب أدخل إلى المستشفى وهو في حالة صدمة لأنه نزف الكثير من الدم في مكان الحادث ونقلت إليه ست وحدات دم وبلازما وكانت يده مقطوعة من الزند بالإضافة إلى كسر مُضاعف في الرجل اليمنى مع تهشم قوي في الركبة والفخذ وقام الفريق الطبي بتثبيت عظم الفخذ تثبيتاً خارجيّاً وتنظيف الجرح بالإضافة إلى تثبيت العظام الأخرى، ووضع رجله الآن أفضل ويحتاج إلى متابعة مستمرة».
وكان من بين الفريق الطبي الذي أجرى العملية للمصاب بالإضافة إلى استشاريي جراحة العظام والكسور محمد البقالي وعقيل محمد استشاريا جراحة الأوعية الدموية صادق عبدالله واختصاصي جراحة التجميل عقيل حسن وأطباء جراحة العظام عبدالله المطوع وفراس هاشم وحسين مبارك ويوسف شرف وجلنده سالم وطبيب التخدير عادل حسن.
وكان الشاب تعرض مساء أمس الأول (الجمعة) لحادث مروع بعدما اصطدمت به سيارة حينما كان يقود دراجته النارية بالقرب من ضاحية السيف قبل أن يصطدم بالحاجز الأيسر من الشارع ما أدى إلى بتر إحدى يديه في الموقع.
وكان الشاب يقود دراجته النارية حينما اصطدمت به السيارة التي يقودها شاب بحريني قبل أن يصطدم بالحاجز الحديد للشارع وينحرف مسافة ما أدى إلى بتر يده اليمنى وإصابته بإصابات بليغة نقل على إثرها بالإسعاف في حال حرجة إلى طوارئ مجمع السلمانية الطبي ليتلقاه الفريق المختص بعلاج الإصابات البليغة.
في السياق ذاته، أفاد رئيس دائرة الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي جاسم المهزع إلى أن الطوارئ استقبل مساء أمس الأول أربعة مصابين في عدد من حوادث الطرق البليغة وتم إدخالهم جميعاً إلى المستشفى فضلا عن المصابين بإصابات بسيطة وأخرى متوسطة في حوادث طرق أخرى.